الأحد، 1 يناير 2012

إرضاء الزبون وتفريغ المضمون


من زمان والتغيير والاصلاح في بلدنا بيتم بصورة شكلية بمبدأ .. عايز اصلاح خُد .. عايز تنمية خُد .. عايز مشروعات خُد. لكن رغم كل القرارات الاصلاحية والمشاريع التنموية مفيش أي تغيير بيحصل ولا أي إصلاح بيتم في بلدنا وده لأن التغيير عندنا بالمسميات والتصريحات لكن المضمون بيتم تفريغه.

من ايام مبارك واحنا بنسمع عن مشروعات قومية لحل مشاكل المواطنين زي مثلاً مشكلة السكن واللي تم حلها بإنشاء مناطق سكنية وبالتالي يقدر الريس أو أي مسؤول يطلع لنا في كل مناسبة يقول "لقد لبت الدولة مطالب المواطن الذي طالما كان محور اهتمام الحكومة" وفعلاً لما نقرأ في الجرايد إن الحكومة هاتبني كام الف وحدة سكنية المفروض نفرح ونعرف إن مشكلتنا اتحلت والحكومة عندنا بتقوم بدور البطولة وهو ده الجزء الخاص بإرضاء الزبون.

لكن لما نيجي نشوف الوحدات السكنية دي هانلاقي إن اسعارها غالية جداً يعني فيها نفس العيب اللي كان سبب المشكلة ويمكن يكون سعرها مناسب بس هي أماكن لا تصلح للحياة الآدمية من حيث المساحة او الخدمات ولو الجودة متوفرة وبسعر مناسب فهانلاقي حيتان العقارات واكلين المشروع في كرشهم إما يبيعوها في السوق السودة او يوزعوها علي بعض كهدايا .. وهو ده تفريغ المضمون.

سياسة إرضاء الزبون وتفريغ المضمون استمرت بعد الثورة كإشارة لإدارة البلد بنفس النظام. يعني بعد تنحي مبارك طلع الناس يقولوا احنا عايزين وزارة تكنوقراط علشان الحكومة المؤقتة وبالفعل المجلس العسكري كون وزارة واطلق عليها مسمي حكومة تكنوقراط بالرغم من بقاء اكتر من نصف وزارة احمد نظيف اللي قامت عليها الثورة. 


ومرت الايام وحصلت احداث محمد محمود اللي استقال (او اقيل) فيها عصام شرف وتعالت الاصوات لتكوين حكومة إنقاذ وطني ونقل سلطة المجلس العسكري اللي في المقابل شكل حكومة واطلق عليها حكومة الانقاذ الوطني بالرغم إن رئيس الحكومة كان كمال الجنزوري اللي هو رئيس وزراء مبارك في يوم من الايام واستمر برضه نص وزراء حكومة شرف في الحكومة الجديدة وبكدة تحققت سياسة إرضاء الزبون وتفريغ المضمون

خلاصة الكلام وبدون لف ودوران مقياس تحقيق المطلب هو تغير الواقع .. هانعمل قانون للحد الاقصي والادني يبقي نلمس التغير ده في المجتمع ومايبقاش القانون ده بيغطي الطبقة اللي اصلاً متقاربة في المرتبات ولا يتضمن اصحاب الحرف واغلب طبقة العاملين اللي مش مؤهلات عليا والمستشارين اللي بياخدوا آلاف بدون مبررات ومديري شركات بيقبضوا نص مرتبات المؤسسة. هانهتم بالبحث العلمي يبقي نشوف مشاكل مصر بتتحل بالبحث العلمي مش يبقي الاسم إن احنا عندنا مراكز بحثية وكام الف باحث لكن لا وجود للابحاث إلا علي ارفف ارشيف المراكز البحثية. هايتم تفعيل الرقابة علي صرف الدعم يبقي مانشوفش تاني الدعم بيتسرق.

تتعدد الامثلة وتتعدد المشاكل وتبقي السياسة القائمة هي سياسة "إرضاء الزبون وتفريغ المضمون" واللي الشعب لازم يقابلها بسياسة "لمس التغيير مش هجص التقارير"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق