السبت، 19 نوفمبر 2011

مسيرة 18 نوفمبر

تصوير مهند جلال 

كالعادة اليوم ظهر باكتر من شكل علي حسب المصدر اللي بيعرض الحدث وانا مازلت مُصِر إن ادق مصدر دقته لا تتجاوز 70 % من الحقيقة إن لم يكن بتأثير الاجندة الخاصة بالمصدر فبيكون التأثر بنظرة الشخص وقدرته علي تحليل التفاصيل ويمكن كمان حالته النفسية في اليوم ده وعلشان كدة دايماً بقول إن اللي متابع الثورة وتطوراتها من خلال وسائل الاعلام بس فده بيتابع ثورة غير اللي موجودة في الشارع خالص والافضل ليه إنه ينزل ويشوف بنفسه واكتر من مرة كمان لأن كل مرة حس التظاهر عنده هايختلف.

اليوم ده -بالنسبة لي- كان رائع وده قياساً علي المسيرة اللي اتعملت من مسجد الاستقامة بعد الصلاة لأني لاحظت إن وسط التطرف والصراع بين التيارات السياسية لسة في ناس بتقدر تتناقش وتختلف وتتكلم بالحجة وده موقف حصل امام المسجد في نقاش بين اتنين لاحظت انهم فضلوا ماشيين مع بعض طول المسيرة وعلي ما وصلنا كوبري الجلاء كانوا بيهزروا مع بعض ويضحكوا. وكان شاب صغير في سن ال 14 تقريباً اظهر اسلامه بالتكبير لما شاف علم وعرف انه علم الشيوعيين فانا قلت له بلاش تحكم علي الناس واسمع منهم فقال لي انا اللي اعرفه عن الشيوعية الروسية كذا كذا كذا كلمني عن الشيوعية المصرية وفي اللحظة دي تدخل احد الشيوعيين وبدأ في نقاش الشاب واللي فضلوا يتكلموا كويس مع بعض لحد ما زهقت وسيبتهم.

الناس في الشارع كانت بتتعامل مع المظاهرة عادي جداً معرفش ده حلو ولا وحش بس افتكر إن الناس لما ماتبقاش خايفة من مظاهرة بتهتف ضد الحاكم فده شيء لطيف ولما تلاقي واحد عايز يخترق المظاهرة بعربيته علشان يركن بدون ما يخاف علي عربيته –بغض النظر عن السخافة- فده مؤشر جيد لتغير فكرة الناس عن المظاهرات وانها بتاعة مشاكل وفيها مخربين بيكسروا العربيات. من ردود الافعال الملحوظة علي الناس في الشارع هو انهم علي وشك الهتاف معانا يعني لما بيلاقي هتاف يمسه زي "غلوا السكر غلوا الزيت .. واحنا بيعنا عفش البيت" و "ياللي واقف عالرصيف قول لي فين حق الرغيف" فبالتركيز علي شفايفهم هانلاقيهم بيهتفوا معانا بس لسة في حاجة منعاهم انا مش عارفها بالضبط.

اما المتظاهرين فبالرغم من عدم وجود التنظيم النموذجي للمظاهرة بتوحيد الهتاف إلا إن في هتافات كانت الناس بتسخن معاها قوي زي "قول .. ماتخافشي .. المجلس لازم يمشي" وطبعاً الهتاف الاعظم "عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية" وتظهر النزعة المصرية عند المتظاهرين في إنهم بيوصلوا لقمة الاندماج في الهتافات اللي بتكون علي السقفة وبيتدخل سائقي السيارات المارة بالمظاهرة من خلال كلاكسات تتماشي مع السقفة ليس تأييداً للمظاهرة انما حباً في الظيطة. تجمع المتظاهرين طبعاً كان علني والناس ماشية بتسأل علي مكان المظاهرة والاعلام والبوسترات مع ناس كتير وده بيفكرنا بايام لما الواحد كان بيعمل مليون تمويه وهو رايح المظاهرة ويجهز سيناريوهات يقوله لو حد وقفه والجرأة دي بتدل علي انهيار حاجز الخوف ويمكن كمان تحدي الخوف اللي بيظهر في الهتاف "ايوة بنهتف ضد العسكر .. احنا الشعب الخط الاحمر"

عودة اللمسة الكوميدية اللي اشتهرت بيها الثورة المصرية من خلال حمل المتظاهرين لنكت وجمل ساخرة زي "لقد هرمنا يا ولاد الكلب" وتحريف النكت المصرية الشهيرة زي "مرة مجلس عسكري قال معنديش محاكمات لشباب الثورة وهو عنده جوة" والنكت اللي بتطلع مع الاحداث الجارية "مبارك زي البرازيل .. الاتنين بيلاعبونا بالاحتياطي" ورغم إن البعض ممكن يحتسب الكلام ده تفاهة بس انا شايف إن ده طابع خاص بالثورة المصرية وطابع خاص بالمصريين فمن الذكاء الحفاظ عليه.

بغض النظر عن نظرة البعض لليوم فانا شايف إن نجاح المسيرة اهم بكتير من التجمع في الميدان لأن الثورة لازم تتنقل للناس اللي لحد دلوقتي بيقرأوا الاهرام وبيتفرجوا علي "مخلفات ماسبيرو" وبيصدقوا "خرافات عكاشة الهزلية" والثورة مش هاتتنقل بس بالمسيرات انما كمان بالعمل الميداني بإن الناس تتحرك للمطالبة بابسط حقوقها واللي هايسعي النهاردة علشان حقه في رغيف العيش بكرة هايوصل لدرجة من الوعي إنه يطالب بالغاء قوانين واصدار غيرها لسة المشوار طويل بس ممتع ولذيذ و روعته في تحمل صعوباته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق