الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

الدين عمل لا جدل

تقديم
تأثر احد اقاربي بتعليقات أصدقائي حول الدين والخلاف الذي نشب بيننا حول الهدف الأسمي من الدين والخلاف حول روح الدين ونصوصه وما هو  السبب في تقدم الدول غير الاسلامية عن الدول التي تدَّعي أنها اسلامية مما دفعه لكتابة موضوع وطالبني بنشره في مدونتي وإني افتخر بنشر ذلك الموضوع ليس فقط لأن من كتبه أحد اقاربي واصدقائي ولكن لإحتواءه علي وجهة نظر مدعومة بتجربة شخصية تم صياغتها بطريقة أراها مناسبة. 
الدين عمل لا جدل

في الماضي السحيق عندما كنت طفلاَ صغيراَ بريئاَ وكنت أسمع كثيراً من الناس يتكلمون عن الدين , و كان الفكر عندي بسيط و لكن منطقي, أن الإنسان يظهر تدينه بعمله و طريقة حياته فكنت أعتبر من يعاملني بإحترام و آدمية إنسان متدين و من يعاملني بغلو و كبر و يؤذيني فغير ذلك. تفكير بسيط و على الفطرة. كنت أعلم أن هناك مسلمون و أخرون غير ذلك لعدم تصديقهم بالله و الرسالة النبوية و أن محمد صلى الله عليه و سلم هو خاتم النبيين.
ولكن مع مرور الزمن كبرت و اختلطت بباقي البشرية و في بداية دراستي (كطالب في المدرسة) وجدت ما يعلمه لي أساتذتي مما فهموه من هدي القرآن يؤكد ما فهمته بفطرتي و تربيتي, و لكن رأيت شيئاَ كان أول مرة أراه ألا و هو أن الإنسان قد يتحدث بشيئ و يعلمه و ينصح به و لا يطبقه كأن يقول الظلم حرام و تراه يظلم أن تراه يقول احترم الكبير و اعطف على الصغير و تراه يبخس الكبير و يذل الصغير, فتعجبت.
لم يقف الأمر عند هذا الحد, فبعد سنين من تعلمي الحديث "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى شيئاً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" وتكراره عليه رأيت تحزب الناس و افتراقهم بالجنسية بالقبيلة , بالمنصب , بالمال , و غير ذلك الكثير و لكن ما حزَّ في نفسي و أحرق قلبي و جعلني ضائعاَ أن الناس بدأت تفترق بإستخدام الدين. فأصبح هناك الشيخ و المتدين و السافر و حتى الكافر , من أعطى الحق لنا نحن البشر الضعاف قليلو العلم هذا الحق , كيف نفعل هذا؟!
عندما درسنا في سنة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم أنه لم يطرد المنافقون و لم يقتلهم لكي لا يقال محمد قتل أصحابه خشية على إفتراق الأمة ,فكيف يأتي أي رجل مهما أوتي من العلم و يصنف الناس, لا حول و لا قوة إلا بالله. ثم بعد ذلك ساء الوضع أكثر, صار يأتي أناس يقولون نحن المتدينون , نحن الفئة الناجية , نحن على صواب و انت على خطأ بلا دليل , بل أوقح من ذلك بكثير صاروا يأتون بمسميات لهذه الأمور , منذ متى كان يقول المتدين أنا متدين؟! الم نتعلم شيئاً من الرسول و صحابته؟! الم يسمعوا قصة عمر بن الخطاب عندما سأل أمين سر رسول الله عن المنافقين و قال له "هل أنا منهم؟" ؟!
ثم يأتي رجل من هذا الزمان و يقول لك أنا متدين أو أنا و أنا من تلك المسميات الجديدة و يقول لك اتبعني و سأخذك للجنة, بل أسوأ فهناك من استخدمها لهدف تحصيل المال و الآن تستخدم للسياسة , و الغريب أنها ليست أمور دينية فحتى لو كنت متديناَ هذا لا يعني أنك إداري خبير و سياسي محنك و لا مهندس فذ و لكن هذا شيء بينك و بين ربك , ويظهر في تعاملك مع الناس و ليس في دعايتك عن نفسك , و أسأل الله أن يهدينا جميعا لما يحب و يرضى و صححوا كلامي إن أخطأت و شكراً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق